كتب سليمان جوزيف فرنجيه…
الأب الدكتور يوسف يمين، من الأعلام الثقافية اللبنانية التي يندر عدم معرفتها من العامة. هو الأب الذي عشق المسيح والكنيسة وانتسب إليهم قولا وفعلا. هو العاشق للبنان ولاهدن حتى الثمالة. هو المثير للجدل في نظرياته وبخاصة طرحه في كتاب “المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية”. هو الذي ورأى في اهدن جنة عدن مثبتاً نظريته بكتب وأبحاث دقيقة لا يمكن لمن يجالسه الا ان يخرج مقتنعاً بأن اهدنه هي الجنة التي اخرج الله منها ادم. من هو هذا العلامة النابغة الذي يسحرك في حديثه وحكمته وحبّه المميز للبنان ولإهدن. واللقب المحبب إلى قلبه هو “أبو المردة”.
عالم الذرة الأب الدكتور يوسف محسن يمين. مولود في زغرتا في 22 كانون الثاني 1933. بدأ دروسه الاكليريكية سنة 1947. حاز على اجازة في الفلسفة الدينية من جامعة القديس انسليم في روما وعلى اجازة في اللاهوت من الجامعة اليسوعية في بيروت سنة 1962 ثم سيم كاهنًا في السنة عينها، ثم دكتوراه في العلوم الذرية من جامعة السوربون في فرنسا 1966.
علَّم الفلسفة في المدرسة الاكليريكية في غزير مدة عشر سنوات وقد امضى حوالي 30 عاما من حياته مدققا قارئا مفتشا وباحثا وفاحصا لكثير من الكتب التاريخية القديمة والجديدة، باختصار انه موسوعة فكرية. وهو ايضا من اكثر المدافعين عن تعاليم الكنيسة المارونية خاصة والكاثوليكية عامة. اللغات غير العربية المتقنة، الفرنسية، اللاتينية والسريانية. هو الأب الغزير الإنتاج وله العديد من المؤلفات التي لا يمكن حصرها:
كيمياء الحروف
قانا الجليل في لبنان
المسيح ولد في لبنان لا في اليهوديه
قنبلة النيوترون
لبنان بوتقة وحدة البشر
البطريرك اسطفان الدويهي ـ قديس إهدن
إيلمارونية
المردة – بحث تاريخي
الأسلحة الكيماوية والبيولوجية
العيد في الداخل
من الذرة الى المجرة
دليل إهدن
دليل زغرتا
وميض في معبد اللحظة ـ قصائد صوفية
مواد مشعّة ـ خواطر وجدانية
مخطوطة إهدن الأمورية
نبضات اهدنية (1-2-3-4-5)
خاز على الكثير من الجوائز والاوسمة والدروع التقديرية نذكر أبرزها:
– حائز على جائزة سعيد عقل عن كتابه المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية سنة 2000
– حائز على وسام المعارف المعطى من قبل رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود في 22 ايلول 2003
– حائز على درع الوفاء من رابطة قدامى الاكليريكية البطريركية المارونية في 22 ايلول سنة 2003
– حائز على درع الصداقة من اصدقائه في 22 ايلول سنة 2003
– حائز على درع الاخوة من رئيس جامعة آل يمين في 22 ايلول سنة 2003
– حائز على درع تيار المرده الاول من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في 1 تموز سنة 2006
– حائز على درع نكريمي من وزير الثقافة اللبناني سنة 2022
في حالة الأب يوسف يمين، هو الموسوعة المتنقّلة. هو جبرائيل الصهيوني الجديد. هو كانط وهيجل هذ العصر من حيث طرح نظريات فلسفية جديدة. جعل الفلسفة في خدمة البشارة لا العكس. هو المتألّق الفكر والروح. الذي لا يمكنك أن تخرج من مجلسه دون أن تكون مزوّدًا بشذرات من أسرار المعرفة الكونيّة. هو الذي جعل من عقله المتقِّد على توافق مع قلبه متجهين نحو “قديم الأيام” – أي لله – وجعلها تعمّ على مجتمع كامل.
مع اقتراب الأعياد لدى الطوائف المسيحيّة الكاثوليكيّة خصّنا بهذه الأبيات الرائعة تظهر فيها عبقرّيته ومدى إيمانه: “عند كِبار الرجال المتصوّفين
يبقى السِرُّ الأُنسويّ فوق كلِّ شيء”.
أغرب قرانٍ في الكبير
قِران النّفس مع القوانين الكونيّة000
في سرّ التجسّد الإلهيّ
اشترك الإنسان بالألوهة نفسِها:
الطبيعة الإنسانيّة بالطبيعة الإلهيّة (كما قال بطرس في رسالته الثانية)!
من وَجهِ الرُوحانيِّ الحقيقيّ
تطفحُ نفحةٌ من النور المقدَّسِ!