كتبت فاطمة خليفة…
سبحان الله اتت قضية الجزيرة مع حرب غزة في وقت واحد وكأنها رسالة
قضية غزة مع قضية الجزيرة كلاهما قضايا أخلاقية انسانية وعقائدية
فمن يقتل الأطفال هنا ويغتصبهم هناك، هو هو ذاته الغرب الذي يطالبنا كل يوم أن نربي أطفالنا على حريات وأخلاقيات ليس فيها من الحرية والأخلاق شيء
المستوى الذي وصل إليه هؤلاء من أخلاق هو نتاج طبيعي جدا للانحلال الأخلاقي والتحلل من الدين، فعندما يمتلك الإنسان كل مقومات الرفاهية دائما ينجذب إلى الأشياء المثيرة فيبحث كل يوم عن الأكثر إثارة،
فما بالك إذا امتلك الإنسان كل شيء وابيح له كل شيء وليس معه عقيدة تحمي عقله وقلبه وجسده عقيدة تحمل أخلاق ترشده اين حده الذي يجب أن يقف عنده وكيف يحكم شهواته وتطلعه إلى كل ما هو مثير.
الغرب وصل إلى هذا الحد نتيجة إباحاته لكل منكر أو غير منكر ولكن مخجل أمام العامة، حتى تعود الناس رؤية منكرات، (منكرات ينكرها صاحب العقل قبل صاحب الدين)
الحياء عندما سقط هناك حتى الأشياء التي ليست بحرام ويفعلها الإنسان في بيته ولكنه يخجل ان يفعلها امام العامة، اباحوا فعلها امام الناس،
أصبح ما عندهمش عاصم من المنكرات، ما عندهمش معيار أخلاقي يعرفهم المعقول من اللا معقول، ما عندهمش عقيدة تعرفهم ان في جنة أجمل من كل الشهوات والمثيرات.
الدراسات والأبحاث كل يوم في جديد؛ ابحاث بتهدم أبحاث ودراسات بتدحض نظريات، (كل يغني عل ليلاه)، ولذلك سيختلف معيار الأخلاق والقيم من زمن لاخر ومن بلد لاخر ، وبالتالي ياتي يوم يصبح اغتصاب الأطفال حرية والشذوذ حق والعري تقدم. ويختلف سن الزواج وسن البلوغ والطفولة من دراسة لأخرى ومن نظرية لغيرها.
فمن إذن يملك المعيار الذي يحكم اخلاق الإنسان ويحدد الحدود التي تقف عندها الشهوات، ويرشده إلى الأنسب للفرد والمجتمع، للذكر والأنثى للطفل والشيخ.
“الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير”
بالمناسبة جداتنا كانوا يتزوجن في سن صغيرة وكانوا بيربوا افضل مننا، بس (المتحضرين الجدد) بيقولوا عليه تخلف وزواج قاصرات.
(زواج قاصرات نو،، لكن قاصرات بدون زواج اوه )
من الآخر هي اي حاجة تغضب ربنا بقيت عندهم حلوة وانت حر، واي حاجة حلال حتى لو من باب الحرية تبقى وحشة وانت مش حر.
المؤسف ان الناس اللي احنا المفروض نشفق عليهم فقدانهم الدين والأخلاق، اصبحوا هم من يريدوننا ان نتبع اخلاقهم فقط ( فقط حيث يطالبوننا بتقليدهم في الانحلال الأخلاقي وحرية المعاصي، اما في التقدم العلمي او الحرية السياسية قف مكانك)
المؤسف أكثر ان من يروج لاخلاقهم هنا ناس مننا (إعلاميين، نخب) والحقيقة هذا شيء عجيب لأنهم تربوا عل اخلاق أخرى ويروجون لاخلاق أخرى فأصبحوا وكأنهم مسخ لم يستطيعوا ان يكونوا منهم ولم يبقوا عل حالهم،
وبدل ما احنا نخرجهم من الوحل، نركض ورائهم لنغرق معهم.
هذا الكلام ليس للمعايرة، فربما يكون من يكتب هذه السطور غافلا في شهوة أو فاحشة، ربما تخجلنا ذنوبنا واخطائنا من قول النصيحة ولكنها لن تمنعنا من قول الحق،
وليس بالضرورة أن من يكتب عن شئ يكون الأول فيه، ولكن الكتابة دائما تحتاج للمراجعة، والمراجعة هي من تصحح لنا الأخطاء وبالتالي يكون الكلام مثاليا أكثر من الأفعال. ولعلها تذكرة.
فلا يمكننا أن نعاير الغرب بالتخلف الأخلاقي والديني، ويعايرنا هو بالتخلف الاقتصادي والسياسي.