كتب سليمان جوزيف فرنجية…
يشير مصطلح وسائل التواصل الاجتماعي إلى المنصات التي تسمح للأشخاص بمشاركة أو تبادل المعلومات والأفكار في المجتمعات والشبكات الافتراضية. هناك العديد من منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك Facebook وTwitter وInstagram وTik Tok وغيرها. تقديم خدمات متنوعة ومميزة.
للحصول على فهم شامل لوسائل التواصل الاجتماعي، من المهم الخوض في أصولها. في حين ظهرت برامج البريد الإلكتروني والدردشة في أوائل السبعينيات، فإن الانتشار الحقيقي للمجتمعات عبر الإنترنت لم يحدث حتى ظهور USENET، وهي شبكة مجموعات مناقشة تأسست في عام 1979. قدم Usenet للمستخدمين القدرة على تقديم المشاركة في المناقشات من خلال مجموعات الأخبار، في حين قامت منصات أخرى مثل منتديات المناقشة وأنظمة لوحات الإعلانات أيضًا بتسهيل التفاعل، حيث يعمل كل من هذه الأنظمة كبيئات مغلقة.
في عام 1993، أدى إدخال متصفح الويب Mosaic إلى ربط هذه الأنظمة بواجهة رسومية سهلة الاستخدام، مما يتيح التنقل السلس بين مواقع الويب بنقرة واحدة فقط على شبكة الويب العالمية. بالإضافة إلى ذلك، أدى ظهور اتصالات الإنترنت السريعة إلى تسهيل مشاركة المهنيين ذوي الاهتمامات المشتركة، مما سمح لهم بالوصول إلى المعلومات والمشاركة بنشاط في المناقشات. أما لوسائل التواصل الإجتماعي كما أي شي فوائد وسلبيات. يوفر استخدام منصات الوسائط الاجتماعية العديد من المزايا، بما في ذلك الوصول السهل إلى المعلومات، والتواصل السلس، وفرصة التواصل مع المجتمعات ذات التفكير المماثل.
لقد سهّل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي اكتشاف الاهتمامات المشتركة بين الأفراد، مما عزز الشعور بالترابط وسهولة الوصول في المجتمع العالمي. علاوة على ذلك، أصبحت منصات وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من المساعي التسويقية للشركات، مستفيدة من مقدار الوقت الكبير الذي يخصصه الأفراد للتعامل مع التطبيقات والمنصات الاجتماعية بشكل يومي. تعمل هذه المنصات كأدوات قيمة للشركات لتحديد جمهورها المستهدف والتفاعل معه، وتعزيز المبيعات من خلال الحملات الإعلانية والترويجية الإستراتيجية، واكتساب نظرة ثاقبة حول اتجاهات المستهلكين، وتوفير خدمة ودعم لا مثيل لهما للعملاء. علاوة على ذلك، توفر هذه المنصات إمكانات هائلة لإحداث ثورة في تعلم الطلاب وإقامة روابط تعليمية بطرق مبتكرة وغير مسبوقة.
على الرغم من الجوانب الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك أيضًا جوانب سلبية لاستخدامها. وبما أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تزال في مهدها من منظور تاريخي، فإن الجانب السلبي لها هو أنه لا يمكن للمرء دائمًا معرفة من يتواصل معه الطرف الآخر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
سهولة إنشاء حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي ونشر معلومات وبيانات غير دقيقة دون التحقق منها. غالبًا ما تُستخدم هذه الأساليب للتنمر على الآخرين، ويمكن أيضًا استخدامها كأداة قوية للتنمر، حيث يقارن بعض الأفراد أنفسهم بمستخدمين آخرين. أثبتت الدراسات أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تزيد من الشعور بالاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية، فضلاً عن احتمال انتشار المعلومات الخاطئة إلى عدد كبير من الناس واستخدامها كوسيلة للكراهية، وكلها جوانب إشكالية وسائل التواصل الاجتماعي.
في الساعات الأخيرة ظهرت شائعات وحقائق قديمة جديدة حول بعض الناشطين والمؤثرين على هذه المنصات الإلكترونية مثل تيك توك وغيرهم. لفهم ما جرى على هذه الوسائل علينا معرفة أولا الأسباب الكامنة ورائها علينا عرض الوضع كما هو:
تغيير القدوة للشباب من أشخاص أصحاء نفسيا إلى مرجعية من الأشخاص الذين يعانون أمراض نفسية.
غياب دور الدولة والأجهزة الرقابية عن القيام بدورها لأسباب عديدة لتصبح هذه المنصة مرتعاً للمطلوبين وزعران الشوارع الذين يتباهون بأفعالهم.
التحديات العلنية التي يفعلها رواد هذه المنصة لتصبح جولات من العهر والاحكام المذلة ودعارة علنية امام الجميع.
غياب مفهوم الخصوصيّة الفرديّة وقدسيتها لتصبح منشرًا لجميع الفضائح منها العائلية والزوجية.
تجتمع هذه النقاط تحت عنوان واحد “تدمير جيل كامل” فالأهل يتحملون المسؤولية الاولى، فالمال اعماهم عن افعال اولادهم وأحيانا الجهل وسوء تقدير الوضع. كما أن الاعلام مسؤول أيضاً، في حين يستقبل هذه النماذج وتقديمها للشعب على أنها نماذج صحيحة بغية ربح نقاط للمتابعة، والمسؤولية موصولة الى الدولة الغائبة عن ما يجري. الحلول كثيرة، منها الحجب والضرب بيد من حديد. ولكن هل الحجب هو قرار سليم، طبعا لا، بل على العكس يظهر مدى رجعية المجتمع. الحل الأمثل أن تلعب الدورة والمجتمع ورجال الدين دورهم الصحيح. على الدولة أن تخوض ثورة كبيرة عبر تجديد كل أنظمتها التربوية، التي وللاسف أصبحت غير سليمة. وعلى المجتمع إعادة اكتشاف أصالته الأولى، من التكاتف والعونة والرجوع إلى قديم الأيام (أي الله)؛ أما على صعيد رجال الدين، فعليهم الرجوع إلى مربع الأصالة الدينية والخوض في الدين والعودة إلى القيادة. خروج رجال الدين من مربع السياسيين وقيادتهم نحو الكمال في الدين. متى سنرى هذه الثورة؟ هذه صرخة إلى وزير الإعلام المثقف الأستاذ زياد مكاري لكي نعبر من خلاله إلى إعلام أكثر مسؤولية كما كان سابقا عسى الصوت يصل.