أخرج أنصار الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي، الأخير من سيارة شرطة بعدما أثار توقيفه صدامات مع أجهزة الأمن وسط كييف. وقال ساكاشفيلي لحشد من أنصاره عبر مكبّر صوت، بعد إخراجه من السيارة على رغم مقاومة شرطة مكافحة الشغب، وتوجّهه نحو البرلمان: «أحضكم على بدء احتجاج سلمي لعزل (الرئيس بيترو) بوروشينكو، يجب ألا تخشوا شيئاً». وكان ساكاشفيلي أوقف بعد ساعات على تفتيش منزله في كييف، في إطار قضية جنائية يعتبرها مفبركة، بناءً على أوامر من بوروشينكو الذي جرّده من جنسيته الأوكرانية. وأعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية اتهام الرئيس الجورجي السابق بـ «التواطؤ مع عصابة إجرامية»، والتي يُعاقَب عليها بالسجن من ثلاث إلى خمس سنوات.
وأشار المدعي العام يوري لوتسينكو إلى شبهات في أنه أراد «الاستيلاء على السلطة بالقوة» خلال تظاهرات احتجاج على الفساد، كما اتهمه بالحصول على تمويل من الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، المعزول عام 2014 بعد انتفاضة مؤيّدة لأوروبا في كييف.
ووصف ساكاشفيلي، في كلمة ألقاها على أنصاره من سطح منزله قبل توقيفه، بوروشينكو بـ «لص خائن»، وزاد في إشارة الى الشرطيين: «ما يفعلونه خارج على القانون أمام أعين العالم بأسره. أحضّ الأوكرانيين على الخروج إلى الشوارع وطرد اللصوص».
وكان ساكاشفيلي عاد إلى أوكرانيا في أيلول (سبتمبر) الماضي، مقتحماً مركزاً حدودياً، وواجه احتمال تسليمه إلى جورجيا، بعدما جرّده بوروشينكو من جنسيته الأوكرانية التي مُنحت له عام 2015. ساكاشفيلي الذي عُين حاكماً لمنطقة أوديسا تلك السنة، إثر إصلاحات نفذها في جورجيا، استقال بعد سنة ونصف سنة، متهماً بوروشينكو بفساد. وفي 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، جمع آلافاً من المتظاهرين في كييف، لمطالبة السلطات ببذل مزيد من الجهود لمعالجة هذه الآفة المزمنة في البلاد.
وصدر في حق الرئيس الجورجي السابق طلب تسليم، لاتهامه بـ «تجاوز سلطاته». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه «يتابع باهتمام الأحداث في أوكرانيا»، واصفاً وضع ساكاشفيلي بـ «صعب».
وخاضت روسيا وجورجيا حرباً وجيزة عام 2008، سيطرت بعدها موسكو على إقليمَي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليَين.