كتبت ميليسا ج. افرام:
بعد 3 سنوات على غيابه عن الساحة السياسية، أثبت الرئيس سعد الحريري مجددا وتيار المستقبل أنهما الخيار الأوحد للجمهور السني في لبنان.
فبالرغم من الطقس البارد ورغم التطورات الأمنية ليل الخميس على طريق المطار وطرقات رئيسية في بيروت من قبل مناصري حزب الله، توجه نحو 70 ألف مشارك الى ساحة الشهداء للمشاركة في الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري.
بالنشيد الوطني اللبناني بدأ الرئيس سعد الحريري كلمته بعد الصلاة على ضريح والده ومرافقيه، العلم اللبناني كان وحده يرفرف بين الجماهير. رسالة واضحة أراد ايصالها جمهور المستقبل، “لبنان أولا”، وهي العبارة التي كررها الحريري في كلمته 3 مرات.
في مضمون خطابه تطرق الحريري سريعا الى ما حصل في لبنان في آخر 20 عاما، أي منذ اغتيال والده حتى اليوم، وما حصل في السنوات الأخيرة من انهيار اقتصادي وابتعاد المستقبل عن الحياة السياسية، والحرب الأخيرة، بالإضافة الى التطورات الإقليمية من سوريا الى فلسطين.
“كل شي بوقتو حلو” شعار الحريري في كل المراحل، 5 مرات كرر الحريري وجمهوره الشعار، واليوم بات وقت عودة المستقبل للعمل السياسي في لبنان، من انتخابات بلدية الى انتخابات نيابية.
عدالة الأرض لم تنصف الشهيد رفيق الحريري، بحسب سعد “لكنّ عدالة الرب ما حدا بيهرب منا”، ولقد نال الأسد نصيبه.
من بعد سقوط الحزب وحلفائه في المنطقة وطرد نظام “المجرم بشار الأسد” من لبنان وسوريا، فهل “صار الوقت حلو” للعمل السياسي والانمائي في لبنان؟
ابتعاد الحريري وتياره عن الحياة السياسية لم يصلح الوضع في لبنان، رغم أنه حمّل نفسه جزءا من المسؤولية جراء ما آلت اليه الأمور في لبنان، الا أنه اليوم يضع يده بيد العهد “الذهبي” لاعادة التنمية وحل الازمة الاقتصادية.
فهل سيتمكن الحريري من إعادة تيار المستقبل الى الحياة السياسية بزخم بعد سنوات من القطيعة وقبل أشهر من الانتخابات البلدية والاختيارية؟ وكيف ستكون تحالفاته في الاستحقاقات المقبلة؟ وهل عودته أتت لدعم الوجود السني السياسي بعد تدهور القوى الشيعية؟