أخبار عاجلة

ماذا قال الحريري في باريس.. للسعودية وحزب الله؟

ماذا قال الحريري في باريس.. للسعودية وحزب الله؟
ماذا قال الحريري في باريس.. للسعودية وحزب الله؟

إشترك في خدمة واتساب

حقق الرئيس انتصاراً جديداً بعد عودته عن استقالته. تجاوز الضغوط التي تعرض لها، وما زال مصراً على التمسك بشعار رفعه، يرتكز على أنه لن يضحي باستقرار مهما كان السبب. تراجع الحريري عن الاستقالة، بفعل مساع إقليمية ودولية، وتحديداً مصرية وفرنسية. وهو استمرّ في تعزيز مظلة الأمان حول تراجعه، في مؤتمر مجموعة الدعم الدولية الذي عقد بالأمس في وزارة الخارجية الفرنسية. ووفق مصادر متابعة، فإن الحريري خلال مشاوراته مع الرئيس الفرنسي سابقاً، هو من طالب بعقد هذا اللقاء وتقديم موعده، فتحرّكت فرنسا على هذا الأساس، إذ حضرت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، أضيفت إليها مصر والجامعة العربية. أراد الحريري من ذلك تعزيز وضعيته في مرحلة ما بعد الاستقالة وتجديد التسوية.

لم يوفر المؤتمر دعماً مالياً للبنان، بل هو أشبه بمؤتمر دعم معنوي لتجديد التسوية، وللحريري شخصياً، إذ أراد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استكمال مسعاه لتعزيز موقع الحريري، واستمرار مظلة الاستقرار فوق لبنان. والاكيد أن الحريري سيكون قادراً على الاستثمار في هذا المؤتمر في توجهاته السياسية الداخلية، بالإضافة إلى علاقته مع الدول الخارجية، وهو أراد من خلال ذلك إيصال مزيد من الرسائل إلى المملكة العربية ، في شأن ما يقوم به مدعوماً دولياً، ويحظى بتوافق دولي على ضرورة الحفاظ على الاستقرار، وعدم المساهمة في أي تصعيد سياسي من شأنه هز هذا الاستقرار.

من وجهة نظر الحريري، وفق ما يؤكد بين أوساطه، هو لم يحد عن ثوابته. ويشير إلى أنه يتعاطى بواقعية، ولا يرضى بإدخال لبنان في أتون صراع سياسي لا ينتهي ولا ينتج سوى تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية فيه. ويشدد على ربط النزاع مع ، وأن الخلاف السياسي مستمرّ معه، ولكن بدون تصعيد في المواقف، لأجل إدارة شؤون البلاد. ويرى أن هذا الحلّ هو الأنسب في هذه المرحلة، لأن لا أحد قادراً على تغيير موازين القوى، التي يجب أن تتغير وفق معطيات إقليمية.

لم تعد مشكلة حزب الله مع فحسب، ولا مع السعودية، بل وفّر الحريري مظلة حماية لنفسه، ووضع نفسه في خندق مع فرنسا والدول الأخرى، التي أكدت خلال الاجتماع ضرورة الالتزام بالنأي بالنفس قولاً وفعلاً، والحفاظ على الاستقرار، ووجوب عدم تدخل أي فريق لبناني في صراعات المنطقة. وتؤكد معلومات متابعة أن الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته جان- إيف لودريان بالإضافة إلى وزير الخارجية الأميركية ريكس تيريلسون، شددوا خلال المداولات على وجوب حلّ الميليشيات وضرورة تطبيق القرارات الدولية، لا سيما 1701 و1559. وسيسعى الحريري للحصول على تعزيز مظلة أمنية وعسكرية لمصلحة الجيش والأجهزة الأمنية، من خلال تنظيم مؤتمر روما لدعم الجيش، وكذلك العمل على عقد مؤتمر دعم مالي وإقتصادي في الشهرين المقبلين.

ينظر الحريري إلى ما يفعله من توسيع مروحة العلاقات اللبنانية الدولية، على أنه إنجاز جديد يضاف إليه. فما يهمّه هو بقاء لبنان تحت المظلّة الدولية، وعدم خرقها لا من قبل حزب الله، ولا من قبل خصومه في المنطقة والإقليم، ما يؤدي إلى ثقوب في هذه المظلّة تمهيداً لتمزيقها كلياً، ويصبح لبنان ساحة صراع وتجاذب كما هو حاصل في عدد من دول المنطقة. هنا، يظهر العتب الكبير لدى الحريري على السعودية، ويعتبر أن الخطّة التي كانت تفرض التصعيد وبدأت بتقديم استقالته، كادت أن تؤدي إذا ما استمرّت إلى إنهيار التسوية في لبنان والعودة به إلى مرحلة ما قبل 7 أيار 2008.

يعتبر الحريري أنه تخطى الضغوط، وعمل ضمن نطاق مروحة أوسع حين سلّم الملف اللبناني بما فيه حزب الله، إلى الفرنسيين ومن خلالهم إلى المجتمع الدولي. وهذا ما تباحث فيه مع وزير الخارجية الأميركي تيلرسون، الذي أكد للحريري وجوب الحفاظ على الاستقرار، ومنع حزب الله من ممارسة نشاطاته، ليرد الحريري أن ذلك من مهمات المجتمع الدولي. ينظر إلى ما قام به على اعتباره عين الصواب، لأن أي تصعيد لن يكون مقروناً بأي خطة أو استراتيجية من خلال السعودية، وهو لا يريد ان يحصل معه ما حصل في سوريا، ولا ما حصل في اليمن. والمثال الأبرز هو مصير علي عبد الله صالح، الذي بعد مقتله، لم يتبيّن وجود أي استراتيجية سعودية بديلة للمرحلة المقبلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق هل ينتفي الدور الفرنسي لبنانيا بعد الاتفاق الايراني-السعودي؟
التالى لماذا يثق "حزب الله" بانتصاره في معركة الرئاسة اللبنانيّة؟