أبعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة من تل أبيب الى القدس ، الاهتمام الدولي والاقليمي على تطورات ما بعد عودة الرئيس سعد الحريري عن إستقالته مقابل التزام “حزب الله” وحلفائه بالنأي بلبنان عن صراعات المنطقة.
لكن “النأي بالنفس” عن الصراعات الإقليمية لم يسر على الداخل اللبناني، حيث عملية خلط الاوراق والتحالفات ما زالت تتفاعل، بحيث نقرأ ترجمتها بحرص الرئيس سعد الحريري على مراقبة الإلتزام بالنأي بالنفس خارجيا، الى جانب اعادة النظر بالماكينة السياسية لتياره على صعيد الداخل.
وفي هذا الإطار، حيث ذكرت مصادر متابعة لصحيفة “الأنباء” الكويتية، ان الرئيس الحريري انهى ما يمكن وصفه بوظيفة “مجموعة العشرين” الإستشارية، التي تضم 20 شخصية فكرية وسياسية واقتصادية كانت تجتمع دوريا وتدرس الامور، وخصوصا منها ما يتناول بيئة تيار “المستقبل”، نتيجة تغريد معظم أعضاء هذه المجموعة خارج سربه أخيرا.
وتقول المصادر ان الرئيس الحريري بدا اكثر اهتماما بمتابعة الامور شخصيا، ومن هنا كان رفضه لما قاله نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران ، من ان “حزب الله” لن يقف متفرجا مع محور المقاومة على أميركا وإسرائيل وهما تقودان محور الشر للسيطرة على منطقتنا من اجل تفتيتها وانهاء القضية الفلسطينية. وقال قاسم: خيارنا ان نكون في محور المقاومة.
الرئيس الحريري اعتبر ان هذا القول ليس مقبولا، لا من قريب ولا من بعيد. واضاف: انا لن استفيض في الرد عليه الآن، لأنني سأعطي فرصة لتثبيت “النأي بالنفس”، وسأل: هل من مصلحة اللبنانيين ان نختلف مع الأشقاء العرب؟ وهل من مصلحة اللبنانيين ان نؤذي إخواننا العرب؟