“حزب الله، مثل حماس، وضع أيضًا بنيته التّحتيّة في قلب مناطق المدنيين، لكي يصعّب علينا مهاجمتها”، بهذا التّعبير، أشار الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيليّ، في مؤتمرٍ صحافيّ عقده مساء أمس، السبت، 3 شباط الجاري، إلى سياسة إسرائيل، إزاء كل “من يشكل تهديدًا لها”، وعلى متن المؤتمر، الرامي لتقديم معطيات بشأن المواجهات المتصاعدة مع حزب الله، قال الناطق، إن جيش الاحتلال، قد هاجم منذ بدء الحرب أكثر من 150 خليّة للحزب، وقضى على حوالى 200 من العناصر والقادة التّابعين له. وأضاف: “هاجمنا منذ بداية الحرب أكثر من 3400 هدف لحزب الله في كافة أنحاء جنوب لبنان”.
وروحيّة الخطاب التّصعيديّ الذي نقله الناطق، تتماشى مع التّوجه الإسرائيليّ العام. إذ قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيليّة في تقريرٍ جديد لها، اليوم الأحد 4 شباط الجاري، إنّ “إسرائيل ستوافق على انسحاب جزئيّ لحزب الله من الحدود إلى مسافة تتراوح بين 8 و12 كيلومترًا، وذلك في جزء كبيرٍ من جنوب لبنان”. وفي تقريرها، كشفت الصحيفة إنَّ الحزب سحب حوالى 2000 عنصر من قوة النخبة التابعة له (قوات الرضوان) من خطّ التماس إلى نطاقات بعيدة تتراوح بين 4 إلى 6 كيلومترات تقريبًا خلف الحدود”.
تواصل المواجهات
وعلى مقلب الحدود اللّبنانيّة، وتحديدًا في الجبهة الجنوبيّة المشتعلة، احتدمت المواجهات المسلّحة ليل أمس، السبت، حيث أعلن حزب الله بأن مقاتليه استهدفوا “موقع الرمتا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، محققين إصابات مباشرة، وذلك ردًا على الاعتداءات الإسرائيليّة على القرى والمنازل المدنية في عيتا الشعب ويارون”. كما وأفاد ليلًا، عن استهدافه لتموضع جنود العدو الإسرائيليّ في مستوطنة يارون، باستخدام الأسلحة المناسبة وتمكنوا من تحقيق إصابات مباشرة، كردٍّ على الاعتداءات الإسرائيليّة التّي وقعت مساء أمس في بلدة بليدا. تبعها استهداف آخر لمواقع الجيش الإسرائيليّ في مزارع شبعا، وكذلك أشار إلى هجومه على تجمع لقوات الاحتلال الإسرائيليّ في تلّة الكوبرا، حيث استخدم مقاتلوه الأسلحة الصاروخيّة “محققين إصابات مباشرة”.
وردًا على ذلك، قصف الجيش الإسرائيليّ، في ساعات الليل المتأخرة حتى فجر اليوم، أطراف عدة بلدات في جنوب لبنان بالقطاعين الغربي والأوسط وتحديدًا بلدة يارون الجنوبيّة، بالمدفعيّة الثقيلة. وحلق الطيران الحربي والاستطلاعي الإسرائيلي، حتى صباح اليوم، بشكلٍ مكثّف فوق قضاء صور، وأطلق جيش الاحتلال القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخطّ الأزرق التي تعيش حالة التوتر والحذر الشديدين بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة. وعند السّاعة الثالثة من عصر اليوم، أفادت تقارير ميدانيّة عن إطلاق رشقة صاروخيّة من لبنان نحو كريات شمونة، واعتراض 3 صواريخ منها.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن في بيان له أمس، عن الغارات التّي قامت بها طائراته الحربيّة على مبنى عسكريّ لحزب الله في منطقة الطيبة”. وأضاف “كما هاجمنا خلال اليوم بالدبابات والمدفعية مناطق أخرى في جنوب لبنان”. وقال إنه “في الساعات الأخيرة تم رصد إطلاق عدة قذائف من لبنان نحو منطقة جبل روس (“هار دوف” – مزارع شبعا المحتلة) ومناطق أخرى حدودية دون وقوع إصابات حيث ردت قوات الجيش بمهاجمة مصادر النيران”. بينما أعلن بعدها الحزب استهداف “ثكنة بيرانيت بصاروخي فلق 1 وأصابتها إصابة مباشرة”.
ونعى حزب الله لاحقًا من هذا اليوم، مقاتلين له، وهما عباس علي مبارك (مواليد 1990)، و محمد جودات يحيى (مواليد 1995). وفي سياقٍ متصل، ذكرت الوكالة الوطنيّة للإعلام، أن الجيش الإسرائيليّ قام بتمشيط بالأسلحة الرشاشة داخل موقع بياض بليدا أثناء تشييع مقاتلي حركة “أمل”، التّي نعتهما أمس، وهما علي خليل محمد (شمران) ومصطفى عباس ضاهر (أبو علي).
ونشرت الوكالة الوطنيّة للإعلام في معرض متابعتها لأزمة النزوح الجنوبيّ أن “عدد النازحين المسجلين لدى وحدة إدارة الكوارث الطبيعية في اتحاد بلديات قضاء صور وصل لأكثر من 35 ألف نازح وتقدر الأعداد بحوالى 45 ألف آخرين نزحوا إلى مناطق لبنانية آمنة ولم يسجلوا في بلديات ولا في أية إدارة رسمية ولا يتلقون أياً من المساعدات الإنسانية”.
المصدر: المدن