قضت محكمة بريطانية ببراءة ضابط في سلاح الجو الأميركي من تهم تتعلق باختطاف فتاة فرنسية تبلغ من العمر 9 سنوات، ادعت أنها تعرضت للتخدير والاعتداء الجنسي.
وذكرت تقارير أن المتهم روبرت بروساك (57 عاما) اقترب من الطفلة خارج متجر “هارودز” الشهير بعد أن تاهت عن أسرتها في نيسان الماضي خلال إجازة في لندن.
وقال المدعي العام إن الضابط الأميركي اقتاد الفتاة إلى غرفة فندق وخدرها، ثم أخذها إلى “هايد بارك” ولمسها بشكل غير لائق.
ونفى بروساك التهم الموجه له، مؤكدا أنه أراد فقط مساعدة الفتاة، حيث قال: “اعتقدت أنها ضائعة لأنها كانت تنظر حولها وكأنها تبحث عن شخص ما. لكن بعد التفكير قليلا قلت ربما كانت تنتظر شخصا ما داخل المتجر، فواصلت السير”.
وأضاف: “بينما كنت أسير تذكرت بناتي، تكبرانها ببضع سنوات، وقلت لنفسي ماذا لو كانت ضائعة وتحتاج إلى مساعدة؟ أعتقد أنني سأرغب أن يقدم شخصا ما المساعدة لابنتي إذا كانت تائهة في مدينة كبيرة”.
وبحسب هيئة المحلفين، تحدث الضابط الأميركي إلى الفتاة وأجابت بلغة أخرى، لذلك بدأ في التواصل معها باستخدام تطبيق الترجمة الخاص بغوغل.
وقال بروساك إنه سأل الفتاة عن المدة التي مرت منذ أن رأت والديها آخر مرة، فرفعت 3 أصابع، وهو ما اعتبره 3 دقائق. وادعى أنه سألها عما إذا كان والداها يتسوقان، لكنها أخبرته أنهم كانوا متجهين إلى متحف، دون أن تذكر له أي متحف بالضبط.
وقال بروساك إنه بدأ السير مع الفتاة نحو متحف “على أمل اعتراض الوالدين” وبحث في هاتفه عن مراكز الشرطة و”من المدهش أنها كانت بعيدة إلى حد ما”.
وعندما سأل القاضي الضابط عن نيته تجاه الفتاة، قال: “الحفاظ عليها آمنة ولم شملها مع والديها”، لكنه لم يتمكن من اصطحابها إلى المتحف بسبب هطول الأمطار بغزارة، فاصطحبها إلى غرفته في الفندق الذي كان قريبا من مكانهما.
وقال إنه خلال وجودهما في الغرفة، أعطاها رشفة ماء وتركها تشاهد التلفاز. وأظهرت اختبارات بول الفتاة وجود مادة ديفينهيدرامين، المادة الفعالة في عقار بينادريل، مما دفع إلى الادعاء بأن بروساك وضع مادة مهدئة في المشروب الذي أعطاه لها. لكن الاختبارات الجنائية التي أجريت في غرفة بروساك لم تظهر أي دليل على مادة بينادريل.
وقال بروساك إن الفتاة استخدمت كلمة لم يفهمها بعد شرب الماء، وبعد بضع مناقشات استنتج أنها تعني “مر”، فاختبر المياه بنفسه من نفس الزجاجة وتأكد من أنها كانت “طبيعية”.
وقال بروساك إنه غادر الفندق صحبة الفتاة بعد أن وجد مركز إطفاء قريب، حيث كان ينوي طلب المساعدة. وتبعا طريقا على خرائط غوغل أخذهما عبر منتزه “هايد بارك”، ثم وجدا لاحقا ضباط شرطة خارج السفارة الإسرائيلية.
وأصر بروساك: “لم ألمس الفتاة بالطريقة التي وصفتها. لست متأكدا من سبب قولها ذلك”.
وأظهرت لقطات من كاميرات المراقبة لحظة لقاء الضابط بالفتاة خارج هارودز، حيث شوهد وهو يمر بجوارها قبل أن يتوقف للتحدث معها. ثم تواصلا لفترة باستخدام هاتفه قبل أن يبتعدا معا.
من جهته، قال والد الفتاة لهيئة المحلفين إنه أبلغ الأمن في المتجر عن ضياع ابنته وأعطاهم صورتها فقالوا له إنها ذهبت صحبة رجل مجهول، مما عزز فرضية الاختطاف لديه.
ووجد المحلفون أن الطيار غير مذنب في جميع التهم التي وجهت إليه: “الاختطاف، والاختطاف بقصد ارتكاب جريمة جنسية، وإعطاء مادة بقصد، وثلاث تهم بالاعتداء الجنسي”.
وجاءت البراءة نتيجة لعدم كفاية الأدلة المقدمة في القضية التي تسلط الضوء على التحديات المرتبطة بالتهم الجنائية الخطيرة. (روسيا اليوم)