تقرير مانويل مطر
يشهد سوق الذهب العالمي تقلبات ملحوظة في الأسعار، إذ تتأثر بشكل مستمر بالأحداث السياسية والاقتصادية الدولية، إضافة إلى سياسات البنوك المركزية والاستثمارات الكبرى. هذه التذبذبات تجعل من الذهب سلعة غير مستقرة، ما ينعكس مباشرة على المستثمرين والأسواق المالية حول العالم، ويثير التساؤلات حول العوامل الحقيقية التي تتحكم في تحديد أسعاره.
في هذا الإطار، أوضح الصحافي المتخصص بالشأن الاقتصادي عماد شدياق لموقع IMLebanon أن السبب الرئيسي لتذبذب أسعار الذهب والفضة عالميًا يعود إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأضاف شدياق أن الأسعار تهدأ عندما يقوم ترامب بتهدئة الوضع مع الصين تحديدًا، بينما تعود للارتفاع عندما يهدد بفرض رسوم جمركية جديدة على الصين والتهجّم عليها، مشيرًا إلى أن ذلك يبدو للظاهر سبب التذبذب.
ولكن فعليًا، بحسب شدياق، الجهة الفاعلة والمؤثرة على سعر الذهب، والتي تتحكم في تحركات الأسعار، هي البنوك المركزية، وعلى رأسها المصرف المركزي الصيني، الذي يخلق الطلب الكبير على الذهب، إضافة إلى البنوك المركزية في روسيا وكازاخستان وقطر وتركيا ودول أخرى.
وأشار شدياق إلى أن المحللين يعتقدون أن الأسواق تمر حاليًا بفترة تصحيحية.
ولفت إلى وجود فرق بين الذهب والبيتكوين، إلا أن بعض المستثمرين يتنقلون بينهما، ففي حال تمكن المستثمرون من تحقيق أرباح من البيتكوين، يقومون بتحويل هذه الأرباح لشراء الذهب. وأضاف أنه يلاحظ أحيانًا خروج الأموال من البيتكوين وارتفاع سعر الذهب فجأة، أو العكس.
وبخصوص التأثير على أرض الواقع، قال شدياق إن تحرك المستثمرين بين الأصول المختلفة يؤدي إلى تذبذب الأسعار وتقلبها.
أما عن الإشاعات التي انتشرت حول منصة Binance والتي مفادها أن مستخدمي البيتكوين لم يعودوا قادرين على سحب أموالهم، فأوضح شدياق أن الكثير من مستخدمي المنصة كانوا قد وضعوا “Order” لبيع عملاتهم عندما ينخفض السعر، إلا أن التطبيق لم يستجب لهذه الطلبات، ما أدى إلى تكبدهم خسائر. بدورها، أكدت الشركة اعتذارها عن الحادث، موضحة أن المشكلة كانت نتيجة خلل تقني في المنصة. وأشار شدياق إلى أن التحقيقات جارية في الولايات المتحدة، وأنه إذا ثبت حدوث خلل من هذا النوع، فإن الشركة ستكون مطالبة بتعويض المتضررين.
تجدر الإشارة إلى أنه في جولتنا على أبرز محلات الذهب والمجورهات في لبنان، اتّضح لنا أن ليرات الذهب “مقطوعة” من الأسواق، نتيجة نفاد الكمية من المتاجر وعدم تسليم التجار ليرات جديدة بسبب تقلبات الأسعار في الأسواق.
تظل أسعار الذهب عرضة لتقلبات حادة تتأثر بشكل مباشر بالتصريحات السياسية الدولية، لا سيما تصريحات ترامب تجاه الصين والأسواق العالمية. هذه التذبذبات تؤكد أن العوامل السياسية يمكن أن تكون محركًا رئيسيًا للأسواق، مما يستدعي من المستثمرين مراقبة الأحداث العالمية عن كثب لتفادي المخاطر المحتملة على استثماراتهم.
