للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة، اختبرت جزيرة هاواي الأميركية أجهزة إنذراتها الخاصة بمواجهة هجوم نووي، وذلك بعد أيام على استئناف كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية التي شملت نموذج «هواسونغ 15» الذي يتجاوز مداه 13 ألف كيلومتر، ما يعني قدرته على الوصول إلى واشنطن.
واحتفلت كوريا الشمالية الجمعة بتنفيذ التجربة الصاروخية الأخيرة عبر لوحات راقصة واطلاق ألعاب نارية في الساحات العامة.
ونشرت صحيفة «رودونغ سينمون» التابعة لحزب العمال على صفحتها الأولى صوراً لساحة كيم إيل سونغ في بيونغيانغ، وهي تغص بجنود ومواطنين يصفقون بحرارة.
ورفعت الحشود لافتة كبيرة كُتب عليها: «نحتفل بحرارة بالإطلاق الناجح لصاروخ هواسونغ 15، الذي أظهر قدرة وقوة كوريا الشمالية إلى بقية العالم».
وكُتب على لافتة أخرى: «ليحيا الجنرال كيم جونغ أون الذي حقق القضية العظمى بتحويلنا إلى دولة نووية».
وحضر الاحتـــفالات كـــوادر إستراتيجيون من الجيش والحكومة والحزب. وخاطب نائب رئيس اللجنة المركزية في الحزب باك كوانغ هو الحشود قائلاً: «بعد إطلاق الصاروخ لا يمكن أن يتعدى أحد على سيادتنا وحقوقنا في العيش والتطور. والولايات المتحدة اضطربت من تعزيز قوتنا النووية، وقد تميل إلى ارتكاب استفزازات من النوع الذي ينفذه لصوص».
وأشارت الصحف الرسمية إلى أن صاروخ «هواسونغ-15» العابر للقارات هو السلاح الأكثر تطوراً حتى الآن، وأنه مزود رأساً حربياً كبيراً جداً يستطيع ضرب القارة الأميركية كلها.
إلى ذلك، سُجلت هزة أرضية بقوة 2.5 درجة قرب موقع التجارب النووية شمال شرقي كوريا الشمالية، واعتبرت الرابعة منذ التجربة النووية التي أجرتها بيونغيانغ في 3 أيلول (سبتمبر)، وأسفرت حينها عن زلزال اصطناعي بقوة 6.3 درجات.
وفي إيطاليا، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تهديد الولايات المتحدة بـ «تدمير كوريا الشمالية في حال نشوب حرب» بأنه خطاب «متعطش للدماء»، مشدداً على أن استخدام القوة ضد بيونغيانغ «سيكون خطأ فادحاً».
وقال لافروف: «إذا أراد شخص استخدام القوة لتدمير كوريا الشمالية، كما وصفت سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، سيكون ذلك لعباً بالنار وخطأ جسيماً، ونحن سنفعل كل ما نستطيع لضمان عدم حصول ذلك، ولحل المشكلة عبر السبل السلمية والسياسية والدبلوماسية فقط».
على صعيد آخر، طالبت تسع دول بانعقاد مجلس الأمن في 11 الشهر الجاري لبحث مسألة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، ما سيشكل الاجتماع الرابع من نوعه منذ 2014. لكن يتوقع أن تعترض الصين على الاجتماع بحجة أن ملف حقوق الإنسان من اختصاص مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف.
ويتوقع أن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر قراراً يدين كوريا الشمالية «لانتهاكها حقوق الإنسان واستمرارها في برامجها للتسلح، في وقت يواجه 70 في المئة من سكانها مشكلات تغذية»، علماً أن بيونغيانغ تخضع لثماني حزمات من العقوبات ضد اقتصادها.