قتل طالب أمس (الأحد) في السودان خلال تظاهرات احتجاجاً على رفع أسعار الخبز، في الوقت الذي ألقت فيه السلطات القبض على أحد قيادات المعارضة وصادرت صحفاً في محاولة لإخماد اضطرابات متنامية، وفق ما أفاد مسؤولون وشهود.
وجرت تظاهرات في مناطق من ولايتي دارفور والنيل الأزرق، اللتين تشهدان نزاعاً بين الحكومة ومتمردين.
وشهدت العاصمة الخرطوم قيام المتظاهرين بإحراق إطارات، وقطع طرقات، فيما تصدت لهم الشرطة بالغازات المسيلة للدموع.
وجاءت المظاهرات في أعقاب احتجاج مماثل في مدينة سنار جنوب شرقي البلاد، بعد مضاعفة سعر الخبز في الأيام الأخيرة، عقب إعلان الحكومة في أواخر الشهر الماضي أنها ستلغى الدعم في موازنة 2018.
وقال أحد السكان في مدينة الدمازين في الجنوب الشرقي أمس إن «الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع، بينما ردد حوالى 400 متظاهر هتافات معلنين رفضهم لزيادات الأسعار، وأحرق البعض إطارات السيارات».
وقال والي غرب دارفور وعاصمتها الجنينة فضل المولى الهجا في بيان، إنه «خلال الأحداث التي وقعت في الجنينة، قتل طالب وأصيب ستة أشخاص آخرون بجروح»، وأضاف أن «الوضع الآن هادئ»، من غير أن يوضح ظروف مقتل الطالب.
وجرت اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب وطلاب كانوا يرشقونها بالحجارة خارج جامعة الخرطوم. وهتف المتظاهرون في الدامازين «لا لغلاء الخبز»، فيما ذكر شهود أن الشرطة فرقت التظاهرة.
وسرعان ما انتشرت صور ومقاطع فيديو للتظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت أحزاب المعارضة دعت إلى تجمعات أمس في جميع أنحاء البلاد. وقال مسؤول حكومي في نيالا إن «الوضع في المنطقة بات تحت السيطرة».
ويعد رفع الدعم جزءاً من تدابير التقشف التي اتخذها السودان وهو يكافح في مواجهة ارتفاع التضخم إلى نحو 25 في المئة ونقص حاد في العملة الصعبة أثر على حركة الاستيراد.
وقال أعضاء في «حزب المؤتمر» السوداني إن السلطات ألقت القبض على عمر الدقير رئيس الحزب الذي يعد أحد أكبر جماعتين معارضتين في البلاد.
وقام جهاز الامن أمس بمصادرة جميع نسخ صحف «التيار»، و«المستقلة» و«القرار» و«الميدان» و«الصيحة» و«اخبار الوطن»، وفق المصادر ذاتها.
وتعتبر «الميدان» و«اخبار الوطن» من صحف الاحزاب المعارضة، بينما الاربعة الاخرى مستقلة وتوجه انتقادات الى الحكومة من حين لاخر.
وقالت رئيسة تحرير «أخبار الوطن» هنادي الصديق: «لم يقدموا اسبابا لمصادرة نسخ صحيفتنا، لكني اعتقد انه بسبب تغطيتنا الشفافة لزيادة الاسعار».
ورفعت المخابز الاسعار في الايام الماضية بعد زيادة كبيرة في أسعار طحين القمح بعدما انسحبت الحكومة من استيراد القمح متخلية عن ذلك للقطاع الخاص.
وانتقدت الصحف القرار الخاص بالقمح بينما دعت أحزاب معارضة للتظاهر ضد زيادة الاسعار.
وقام جهاز الأمن اليوم بمصادرة النسخ المطبوعة من صحف «التيار» و«المستقلة» و«القرار» و«الميدان» و«الصيحة» و«أخبار الوطن».
و«الميدان» و«أخبار الوطن» من صحف الأحزاب المعارضة، بينما الأربعة الأخرى مستقلة وتوجه انتقادات إلى الحكومة من حين لآخر.
وقالت رئيسة تحرير «أخبار الوطن» هنادي الصديق: «لم يقدّموا أسباباً لمصادرة نسخ صحيفتنا، لكنني أعتقد انه بسبب تغطيتنا الشفافة لزيادة أسعار المواد الغذائية».
ويتعرّض الاعلام السوداني إلى هجمات مستمرة في حين تقبع البلاد في نهاية مؤشر حرية الإعلام الذي تصدره مؤسسات رصد عالمية.
وأعلن حزب «المؤتمر» المعارض في بيان أن اثنين من قياديّيه اعتقلتهم السلطات.
وكانت الشرطة أطلقت السبت الماضي الغاز المسيل للدموع على مجموعة من الطلاب تظاهروا في مدينة سنار وسط السودان، وفق ما ذكره شهود.
وشهد السودان تظاهرات في العام 2016 بعدما رفعت الحكومة الدعم عن الوقود، لكن السلطات سرعان ما اخمدتها خوفاً من تكرار التظاهرات الدموية في العام 2013. وقتل العشرات خلال تظاهرات العام 2013، وفقاً لمنظمات دولية.