اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الجمعة)، الولايات المتحدة واسرائيل بـ«التدخل» في شؤون باكستان وايران التي هزتها حركة احتجاجية استمرت أيام عدة، فيما يعقد مجلس الأمن اليوم جلسة طارئة حول الأحداث في إيران بطلب أميركي.
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي متلفز في اسطنبول قبل ان يتوجه الى فرنسا: «من المستحيل لنا أن نجد من الصحيح ان تتدخل بعض الدول وخصوصا الولايات المتحدة واسرائيل في الشؤون الداخلية لايران وباكستان».
وأضاف أن هذا الامر «يؤلب الناس على بعضهم في هذين البلدين ومن المؤسف ان نجد ذلك يمارس في الكثير من الدول في العالم».
وشهدت إيران تظاهرات أسفرت عن مقتل 21 شخصاً واعتقال مئات، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ولم يذكر أردوغان اي تفاصيل عن باكستان لكن تصريحاته هذه تأتي بينما علقت الولايات المتحدة مساعدة أمنية بقيمة مئات ملايين الدولارات لاسلام اباد وطالبتها بـ«تحرك حازم» ضد فصائل حركة «طالبان» المتمركزة على اراضيها.
وبعدما ذكر العراق وسورية ومصر وليبيا وفلسطين وتونس والسودان وتشاد، أكد اردوغان ان «هناك لعبة جارية» في بعض الدول «وكلها مسلمة».
وأضاف: «انهم يتخذون اجراءات للسيطرة على الثروات الباطنية لكل هذه الدول».
ولا ترى روسيا وبعض أعضاء مجلس الأمن الآخرين من الضروري أن تجري مناقشة الحركة الاحتجاجية في إيران في مجلس الأمن، وفق ما أوضح ديبلوماسيون.
وأعلنت بعثة كازاخستان التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للمجلس أنه تقرر عقد الاجتماع في الساعة الثالثة ظهر اليوم (2:00 بتوقيت غرينيتش).
وكانت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي طلبت الثلثاء الماضي عقد «اجتماعين طارئين لمجلس الأمن في نيويورك ومجلس حقوق الإنسان في جنيف للبحث في التطورات في إيران والحرية التي يطالب بها الشعب الإيراني».
وقالت هايلي: «علينا ألا نبقى صامتين. إن الشعب الإيراني يطالب بحريته. على كل الشعوب المحبة للحرية مساندة قضيتهم».
وطلبت الولايات المتحدة عقد اجتماع علني لمجلس الأمن حول إيران، يقدم فيه مسؤول دولي من قسم القضايا السياسية إحاطة حول أعمال العنف التي شهدها هذا البلد أخيراً. غير أن موسكو حذرت أمس واشنطن من التدخل في الشؤون الإيرانية.
وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في مقابلة مع وكالة «تاس» الرسمية: «نحذر الولايات المتحدة من أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية لإيران».
وأضاف اليوم بحسب وكالة «انترفاكس»، أن تصريحات طهران عن تأثيرات خارجية أججت الاحتجاجات ليست من دون أساس، وأن الولايات المتحدة تستخدم كل الطرق الممكنة لزعزعة استقرار الحكومات التي تشعر باستياء نحوها.
وتؤكد موسكو أن الحركات الاحتجاجية في إيران لا تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين ويجب بالتالي عدم طرحها في مجلس الأمن.
وفرضت واشنطن أمس عقوبات مالية من طرف واحد على خمس شركات إيرانية اتهمتها بالارتباط ببرنامج الصواريخ البالستية الإيراني.
وقامت واشنطن خلال الأيام الأخيرة بحملة مكثفة لنيل تأييد أعضاء المجلس لعقد هذا الاجتماع، ولا سيما الأعضاء الجدد الستة غير الدائمين، وفق ما أوضح ديبلوماسيون. وباشرت الكويت وهولندا وبولندا وغينيا الإستوائية وساحل العاج وبيرو عضويتها في المجلس في الأول من كانون الثاني (يناير) الجاري.
ويرى ديبلوماسيون أنه من غير المتوقع أن يصدر مجلس الأمن إعلاناً حول الاضطرابات في إيران، وهو ما يتطلب موافقة الأعضاء الـ15.
ووجه السفير الإيراني في الأمم المتحدة غلام علي خوشرو الأربعاء الماضي رسالة إلى المجلس يتهم فيها واشنطن بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية، وذلك بعدما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعمه للاحتجاجات ضد الحكومة.
وجاء في الرسالة التي وجهت أيضاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «الرئيس ونائب الرئيس، بتغريداتهما السخيفة، حرّضا الإيرانيين على القيام بأعمال مخلة بالنظام». وأضاف أن «الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس زادت خلال الأيام الأخيرة من تدخلاتها الفاضحة في الشؤون الداخلية لإيران بذريعة تقديم دعم لتظاهرات متفرقة».
وكان ترامب وعد في تغريدة الأربعاء الشعب الإيراني بتوفير الدعم له «عندما يحين الوقت» من دون توضيح ما يعنيه بذلك.