أشار القيادي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش الى أن النأي بالنفس مسألة دقيقة بالنسبة للرئيس الحريري ولكنه في الوقت نفسه يتجنب الدخول في سجالات قد تعطل عمل الحكومة، مضيفا أن “الحريري اتخذ في جلسة مجلس الوزراء أمس موقف الحكم رغم تأييده الكامل لاعتراضات “القوات” على خرق “حزب الله” للنأي بالنفس”، لافتا الى أن حسن سير الحكم هو الذي يمنع رئيس الحكومة من اتخاذ مواقف عالية السقف، ولكن هذا لا يعني عدم حرصه على التزام جميع الافرقاء ولو بالحد الادنى بما اتفق عليه في أول جلسة للحكومة التي تلت أزمة الاستقالة، وذلك من خلال التنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وإذ اعتبر أن “خرق النأي بالنفس متبادل، ففريقنا لم ينأ بنفسه عن التحالف العربي والاحتجاجات في إيران، والحرب السورية”، قال إن “الهدوء السياسي والاستقرار الامني يبقى الغاية الاساسية للرئيس الحريري، تفاديا لأي مواجهة قد تؤدي الى تخريب الوضع القائم الهش”، مشيرا الى أن “الغرب ليس معنياً باستقرار لبنان إلا من منطلق حرصه على عدم توجه النازحين السوريين إليه في حال تعرض لبنان لخضة أمنية، من هنا تبقى الاولوية للاستقرار، أما النأي بالنفس فهو وهم، يحترم على المستوى الاعلامي ويخرق على الارض”.
وعن انعكاس ذلك على العلاقة مع المملكة العربية السعودية، قال: “العلاقة مع السعودية متروكة للرئيس الحريري لمعالجتها، وفي حال كانت للمملكة خيارات واضحة وحاسمة بخصوص النأي بالنفس فنحن منفتحون عليها، أما في ظل غياب خيارات إقليمية واضحة في المنطقة، فتبقى الاولوية للحفاظ على الاستقرار الداخلي”.
وعلى صعيد الخلاف بين الرئاستين الاولى والثانية حول مرسوم “دورة عون”، قال “المخرج الوحيد يقضي بتوقيع وزير المال، فهدف الرئيس نبيه بري يكمن في التوقيع الشيعي على المرسوم”.
وعن العلاقة مع “القوات”، قال: “العلاقة تأخذ منحى تصحيحيا، ومعظم ما قيل كان عبارة عن ثرثرة اعلامية لم تصدر عن القيادتين. أما على صعيد التحالف الانتخابي فهي لن تعكس بالضرورة التحالفات السياسية نظرا للقانون النسبي الذي لا يفسح المجال لعقد تحالفات كبرى”.