نعت عضو نقابة أطباء لبنان الدكتورة غنوة الدقدوقي في بيان الراحل الدكتور غسان حمود الذي غيبة الموت أمس، بعد صراع مع المرض
وجاء في بيان النعي: "ويحدث ان يقف الزمان لبرهة..يقف الزمان مع توقف دقات قلبك العابق بعطر الحياة.."
قلبك الطفل الذي لا يكبر ابداً، وقلبك الشاب الثمانيني الذي لا يشيخ..فأعود لأسمع تكتكات سبحتك العاجية تأتيني من خلف جدران زمن مضى.."تك تك تك"، تسرع وتبطيء لتعكس نبض مزاجك انت وتفاعلك اللامتناهي مع الأشياء التي تدور حول صومعتك ..
ولكن قد تكون الطقة الأخيرة يا سيدي الحكيم في سبحة حياتك المشعة والمضيئة بطموح لا ينتهي بإنتهاء الحياة لتصبح انت صفحة بيضاء لا يطويها الزمن وإن جار ذاك الزمن عليك يا سيدي وجاري لاكثر من سنوات عشر..سنوات علمتني خلالها معاني الحياة بألوانها وتقلباتها، بهبوطها وارتفاعها، بانتصاراتها وهزائمها..
سنوات كنت فيها الأب الذي لا يبخل بنصيحة والأستاذ الذي يعطي دون تردد ورب العمل الذي يكسب الى قلبه الصغير قبل الكبير..
قاسية هي الحياة يا سيدي الحكيم وجبار انت حينما استوعبت قسوتها بكل كبرياء وعزة..
فنم قرير العين مرتاح الضمير وانت صادق الوعد الامين الذي حمل صيدا مدينة الصيادين في قلبه وعلى كتفيه فرفع اسمها عالياً حينما أسس صرح مستشفى حمود الجامعي الذي نافس أعرق المؤسسات الصحية على مستوى الوطن لا بل على مستوى العالم..
سيدي الحكيم العصامي الذي شق الصخر وزرع الحب في حنايا الصدر وارتفع الى جوار الباري عز وجل بكل اعتزاز وفخر قائلاً بصمت العظماء قصائد الشعر وبصوت الرجال "قد تهتز الجبال لكن لن تقع ..
فوداعا ايها العذاب وايها الوجع، سنلتقي يوماً خلف المسافات نخط ما علمتنا اياه الحياة أبداً لن نسقط ولن نبكي ولغير الله لن نركع.." فوداعاً ايها الطبيب الحكيم، المتواضع الرؤيوي، البشوش العظيم..
