القول إنَّ للجدران آذاناً بمعناه المجازي أو الحرفي، بات من الماضي. فجدران البيوت الذكية أصبحت شبه جاهزة لأن ترى! فقد أظهر فريق من الباحثين في جامعة هونغ كونغ يعملون بالتعاون مع بعض الجامعات الأمريكية أن بإمكان جهاز استشعار مثبت على الجدار الكشف عن وتيرة المشي وطول الخطوة وحالة التنفس ومعدل ضربات القلب للأفراد، على أساس تداخل أجسامهم مع الإشارات الرادوية الصادرة عن هذا الجهاز.
ويعمل النظام المسمى "وايغيت" WiGait والمخصّص لذلك، بإرسال إشارات راديوية منخفضة الطاقة، ويعود يحلِّلها بعد انعكاسها على أجساد الأشخاص في دائرة يتراوح شعاعها بين 9 و12 متراً. وبإمكان النظام أيضاً الكشف عن أنماط المشي لمختلف الأشخاص، ويعمل باختراق الحواجز المادية كالحيطان داخل المنازل.
فوتيرة المشي، إن كان بطيئاً أو سريعاً، بإمكانها المساعدة في التنبؤ بالأحوال الصحية المحتملة والمتعلِّقة بجوانب معيَّنة مثل قصور القلب، وبعض أمراض الرئة، والفشل الكلوي، أو السكتة الدماغية. كما يمكنها أن تساعد في تقييم خطر سقوط كبار السن، وقدرتهم على التعامل مع أنشطتهم العادية مثل الاستحمام والأكل.
وكشف اختبار مبكِّر لهذا النظام داخل أحد المنازل الخاصة، رجلاً يستيقظ في الليل ثم يخطو ذهاباً وإياباً. واتضح أنه يعاني من القلق الشديد. كما أجري اختبار على 18 مشاركاً، تبيَّن بنتيجتها أن هذا النظام نجح بدقة بلغت %95 إلى %99.8 في ما يتعلق بسرعة المشي. أما ما يتعلَّق بطول الخطوة فقد تراوحت نسبة نجاحه بين %86 و%99.8.
لكن يبدو أن الناس أظهروا قلقاً بشأن قضايا الخصوصية عندما سئلوا عما إذا كانوا يسمحون للكاميرات أو أجهزة الاستشعار بتتبع سرعة مشيتهم وطول خطوتهم. خاصة وأن هذه الأجهزة تستطيع إلتقاط شكل أجسام الناس أيضاً. لكن بعضهم كان مرتاحاً لوجودها، ربما لأنها تكشف فقط عن وجود الحركة في أماكن محدَّدة دون غيرها.
المصدر
**حقوق النشر محفوظة لأرامكو السعودية 2017