عدنان أبو عودة و"يوميات" عقدين من السياسة بالأردن

إشترك في خدمة واتساب

استضاف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة عدنان أبو عودة الوزير والمستشار والرئيس الأسبق للديوان الملكي الأردني لتقديم كتابه "يوميات عدنان أبو عودة 1970-1988" الذي يُؤرّخ للوضع السياسي في الأردن وعلاقاته الداخلية والخارجية في تلك الفترة.

وينقل الكتاب الصادر حديثا عن المركز صورة مغايرة لتفصيلات الحوادث التي مرّت بها المنطقة في ذلك الوقت، وانعكاساتها على الداخل الأردني، ليعيد طرحها من وجهة النظر السياسية ويضيف أجزاء تُكمّل صورة المشهد وتتقاطع معه.

وتكمن أهمية هذه اليوميات في أنها دونت تزامنا مع الحوادث والوقائع من خلال مشاركة صاحبها فيها، لا من خلال العودة إليها لاحقا، وهذا ما يكاد يجعل منها وثيقة تاريخية بنت مرحلتها، تقدّم بعض الإجابات عن مسائل وقضايا لا نزال نعيش تبعاتها حتى اليوم، وتثير كثيرا من التساؤلات والاستفسارات حولها.

وتطرق أبو عودة في محاضرته أول أمس الأربعاء لبعض المحطات التي تناولها الكتاب، ومن أبرزها حرب أكتوبر 1973، والمداولات التي جرت أثناءها وقبلها وبعدها، وما ترتب عليها من نتائج، والدور الذي لعبته كل واحدة من دول الطوق فيها.

كما تحدث عن مؤتمر الرباط (المغرب) عام 1974، والتوترات التي رافقته، وعلى رأسها إعلان منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، وإعفاء الأردن من مسؤولياته تجاه الضفة الغربية، وما استجد بعد ذلك من أوضاع.

كما تتناول اليوميات المشهد الإقليمي من قبيل الحرب العراقية-الإيرانية؛ أسبابها وتداعياتها، وتباين مواقف الدول العربية منها، وكذلك مفاوضات السلام الإسرائيلية-العربية، وجولات هنري كيسنجر بالمنطقة، وما أجراه خلالها من لقاءات، وما طرحه فيها من مقترحات، وأثر ذلك كله في القضية الفلسطينية.

وعقب على محاضرة أبو عودة، الأكاديمي الأردني الأستاذ الزائر بقسم التاريخ بمعهد الدوحة للدراسات العليا مهند المبيضين، وقال إن الكتاب جزء من المراجعة التاريخية لأحداث مفصلية معاصرة في تاريخ الأردن والمنطقة العربية، في النصف الثاني من القرن العشرين.

وبين المبيضين أن الكتاب يدور في أربع دوائر؛ الأولى محلية أردنية، والثانية فلسطينية، والثالثة إقليمية (علاقات الأردن بمحيطه، والسجال الأردني السوري على موضوع السلام، والعلاقة مع العراق ودول الخليج العربي ومصر)، أما الدائرة الرابعة فتتناول العلاقات مع الغرب.

وبين هذه الدوائر يبقى السؤال دائمًا، وفق المبيضين: لماذا يكتب عدنان أبو عودة هذه اليوميات؟ وكيف يكتب؟ ولمن يكتب؟ ليخلص إلى أن الكتاب يتجاوز كونه رغبة أو طقسا توثيقيا، ولعله ينحو نحو إبراء النفس.

كما عقب على المحاضرة معن البياري الكاتب والصحافي الأردني، ورئيس قسم الرأي بصحيفة العربي الجديد، وتناول أهمية الكتاب للباحثين والدارسين في الشؤون العربية، الأردنية والفلسطينية والسورية والعراقية والخليجية.

وأوضح البياري أن الكتاب لا يعني الأردنيين وحدهم، بل يضيف إضاءات مهمة تخص قضايا عربية عديدة، إضافة إلى قضية الصراع العربي الإسرائيلي والسياسة الأميركية، مؤكدا في الختام أن هذا الكتاب ببعديه التوثيقي والتحليلي يعد مصدرا لا غنى عنه للدارسين في مختلف هذه الحقول.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى وفاة الممثل الطفل رابي أحمد ووالده في حادث سير