أخبار عاجلة

الصين وهوليود.. حسابات الاقتصاد واعتبارات الفن

إشترك في خدمة واتساب

علي أبو مريحيل-بكين

برز نفوذ الصين في هوليوود جليا في السنوات الأخيرة، وذلك من خلال التأثير المباشر في صناعة السينما العالمية، وباعتبار أن الصين ثاني أكبر سوق للأفلام في العالم، حيث أصبحت شركات الإنتاج الأميركية على استعداد متزايد لتعديل محتوى أفلامها كي ترضي المشاهد الصيني والرقابة الحكومية في بلاده، بينما ارتفع الاستثمار الصيني بهوليوود مع دخول التكتلات الاقتصادية الصينية الكبيرة في تمويل وصناعة الأفلام الأجنبية.

 

كما كان لوزن شباك التذاكر في الصين الذي ارتفع بنسبة 50% على أساس سنوي أثر كبير على نوع الأفلام التي تقدمها هوليوود للمشاهد الصيني، وكان الممثل الصيني الشهير جاكي شان قد صرح بأنه "عندما لم تكن الصين هي السوق المستهدف كان المنتجون يتبعون الطريقة الأميركية، بينما بات اليوم الذوق العام الصيني يأخذ بعين الاعتبار قبل عمليات الإنتاج".

 

في هذا الإطار قال آدم غودمان، مدير إنتاج أميركي "لم نكن نفكر قط في الصين قبل عشر سنوات، لكننا الآن في مرحلة لا يمكن فيها لهوليوود أن توجد من دون الصين".

 

بموجب نظام الحصص المعمول به في الصين، لا تسمح السلطات الصينية باستيراد سوى 34 فيلما أجنبيا إلى البلاد كل عام، حيث تخضع صناعة الأفلام داخليا لرقابة صارمة منذ عقود، وذلك بهدف تحديد الحصة السوقية للأفلام الأجنبية في السوق المحلي، والحد من تأثيرها على المجتمع الصيني.

8b20d3d957.jpg
السينما الصينية حققت إيرادات تجاوزت مليار دولار (الجزيرة)

وهو الأمر الذي دفع العديد من الشركات العالمية إلى اللجوء لنماذج إنتاج بديلة، وقد برز ما بات يعرف بالإنتاج المشترك باعتباره أحد الخيارات التي تمكن هذه الشركات من التحايل على نظام الحصص الذي تفرضه السلطات الصينية.

ويرى المخرج الإسباني جوردي ليومبارت أن هذا النوع من الإنتاج لا يستهدف فقط اختراق الحواجز والضوابط الحكومية في الصين، بل من شأنه أيضاً أن يسهم في الترويج للسينما الصينية في الخارج.

وأضاف المخرج الإسباني الشهير في حديثه للجزيرة نت أنه رغم تطور السينما الصينية فإنها لم تصل بعد إلى العالمية، وعزا ذلك إلى تركيز صنّاع السينما في الصين على الثقافة التقليدية القديمة التي لا تثير اهتماماً دوليا.

1f3f385a16.jpg
جوردي ليومبارت: السينما الصينية لم تصل بعد إلى العالمية رغم تطورها (الجزيرة)

محلية وعالمية
من جهتها حذرت الممثلة الصينية شياو بينغ من خطورة الإنتاج المشترك، وقالت إن ذلك تسبب في زيادة إقبال الصينيين على الأفلام الأجنبية على حساب الأفلام المحلية، لكنها أشارت في حديثها للجزيرة نت إلى أن السينما الصينية استطاعت في فترة قياسية أن تحقق نجاحات كبيرة، وتمكنت من الخروج إلى العالمية عبر أفلام تجاوزت القوالب الكلاسيكية وبإنتاج محلي.

ورغم النجاحات التي حققتها السينما الصينية محليا، يرى مراقبون أنها لاتزال تعاني من ضعف الانتشار والتأثير في الخارج، حيث لم تتجاوز مبيعاتها في السوق الدولية نصف مليار دولار، لكن في العام الماضي وفي سابقة هي الأولى من نوعها تفوقت إيرادات السينما الصينية على جارتها الكورية الجنوبية، وذلك بفضل أفلام حطمت أرقاماً قياسية، وحققت إيرادات تجاوزت المليار دولار.

يشار إلى أن السلطات الصينية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن رغبتها فى مضاعفة عدد الأفلام الأميركية المستوردة إلى الصين وزيادة حصة هوليوود من إيرادات شباك التذاكر الصيني.

كما ورد أن صناع السينما بين البلدين اتفقا على هامش زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى فلوريدا مطلع العام الحالي على رفع عدد الأفلام الأميركية المسموح لها بالدخول إلى السوق المحلي الصيني، وهي خطوة رأى فيها محللون أنها يمكن أن تسهم في تعديل الاختلال في الميزان التجاري بين البلدين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى